شهدت الساحة الأكاديمية العراقية افتتاح مؤسسة المكين للعلوم والمعارف، بوصفها مؤسسة بحثية تسعى إلى تجديد الطرح الأكاديمي وتعزيز البحث العلمي وبناء شراكات معرفية داخل العراق وخارجه.

و قال نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة المكين للعلوم والمعارف الدكتور صباح العريض، في تصريح خاص لوكالة قراءات الإخبارية، إن المؤسسة شهدت اليوم افتتاحها الرسمي بوصفها مؤسسة بحثية تُعنى بمختلف العلوم، وتضم عددًا من الأقسام العلمية المتخصصة في مجالات معرفية متعددة. وأوضح أن المؤسسة تمثل اتجاهًا أكاديميًا متجددًا يهدف إلى تطوير الخطاب الأكاديمي والبحثي في المجتمع العراقي، وتعزيز الروابط البحثية مع الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية داخل العراق وخارجه.

 

وأضاف أن المؤسسة تسعى إلى التناول الواقعي لمشكلات المجتمع الفكرية وغيرها، وطرح حلول عملية تتناسب مع واقع المجتمع، بما يسهم في ردم الفجوة الناجمة عن التراجع أو التفاوت في الأداء الفكري، مؤكدًا أن مؤسسة المكين جاءت في وقت تشهد فيه الساحة العراقية تحديات وتداعيات على المستويات الفكرية والثقافية والأكاديمية. وأشار إلى أن المؤسسة تعمل على دعم البحث العلمي واحتضان الباحثين وتقديم الإمكانات المتاحة لخدمة هذا المجال.

 

من جانبه، قال أستاذ الحوزة العلمية الشيخ فرحان الساعدي إن الدول الشمولية تمتلك وزارات ثقافة، فيما لا يزال في العراق شعور بأن الثقافة ينبغي أن تُنمّى من قبل الشعب والمؤسسات غير التابعة للنظام السياسي. وبيّن أن هذا الطرح قد يكون صحيحًا من حيث المبدأ، إلا أن السؤال الأهم يتمثل في الجهة التي تتولى هذا الدور عمليًا.

 

وأوضح الساعدي أن ما تقوم به مؤسسة المكين يمثل نموذجًا فاعلًا للمؤسسات المجتمعية المستقلة التي تعنى بالشأن الثقافي، وتسهم في التطوير الثقافي ومواجهة مظاهر التغريب، فضلًا عن إحداث تقارب بين الأفكار التي قد تبدو متنازعة. وأكد أن مثل هذه الأدوار لا تستطيع الدول القيام بها دون أن تتحول إلى أجندات سياسية، في حين تكون نتائج العمل الثقافي عندما تقوده مؤسسات مجتمعية أكثر نفعًا وتأثيرًا واستدامة.

 

وأشار إلى أن دعم المبادرات البحثية والثقافية المستقلة يُعد خطوة أساسية لبناء وعي معرفي متوازن، وتعزيز دور الثقافة والبحث العلمي في معالجة التحديات الفكرية التي يواجهها المجتمع العراقي في المرحلة الراهنة.